responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 482

ثم راح ينشد بصوت عذب:

لله قوم شروا من الله
أنفسهم

فأتعبوها بذكر الله أزمانا

أما النهار فقد وافوا صيامهم

وفي الظلام تراهم فيه رهبانا

أبدانهم أتعبت في الله أنفسهم

وأنفس أتعبت في الله أبدانا

ذابت لحومهم خوف العذاب غدا

وقطعوا الليل تسبيحا وقرآنا

قلت: فسر بي إليهم.. فما أشوقني إلى النظر إلى من يذكرني مرآه (الله).

سار بي إلى رجل كان وجهه كالشمس في رابعة النهار.. أو كالبدر في اكتماله.. رأيته راكعا خاشعا تقع الطير على ظهره.. فلا يلتفت لها.

سألت عنه، فقال لي: هذا الوارث.. هذا الذي ضبط حركاته بحركات رسول الله a.. وضبط حاله حتى صار سنة تمشي..

قلت: فما يفعل؟

قال: هو يحيي سنة رسول الله a في عبادته.. فقد كان رسول الله a من أعظم الناس عبادة[1]..

قلت: ما كان لي أن أتجاوز هذا دون أن أعلم سره.

انتظرت حتى انتهى من صلاته، ورحت أقول له: ما الذي هيجك إلى العبادة؟

فقال، وعيناه تغرورقان بالدموع: حبيبي وأسوتي رسول الله a.. لقد رزقني الله محبة عظيمة له.. ولذلك جعلته مثلي الأعلى.. فلم أتحرك حركة إلا ضبطتها بحركاته.. وقد أنالني الله بفضله من لذة ذلك ما لا تعدله أي لذة.

قلت: ألا تحدثك نفسك بالهبوط؟

قال: لقد جاهدتها بأسياف الرياضة حتى لم تعد تستحلي إلا الصعود.


[1] انظر فصلا خاصا بعبادة رسول الله a في رسالة (النبي الإنسان) من هذه السلسلة.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست