قلت: فسر بي
إليهم.. فما أشوقني إلى النظر إلى من يذكرني مرآه (الله).
سار بي إلى
رجل كان وجهه كالشمس في رابعة النهار.. أو كالبدر في اكتماله.. رأيته راكعا خاشعا
تقع الطير على ظهره.. فلا يلتفت لها.
سألت عنه،
فقال لي: هذا الوارث.. هذا الذي ضبط حركاته بحركات رسول الله a..
وضبط حاله حتى صار سنة تمشي..
قلت: فما
يفعل؟
قال: هو يحيي
سنة رسول الله a في عبادته.. فقد كان رسول الله
a من أعظم الناس عبادة[1]..
قلت: ما كان
لي أن أتجاوز هذا دون أن أعلم سره.
انتظرت حتى
انتهى من صلاته، ورحت أقول له: ما الذي هيجك إلى العبادة؟
فقال، وعيناه
تغرورقان بالدموع: حبيبي وأسوتي رسول الله a..
لقد رزقني الله محبة عظيمة له.. ولذلك جعلته مثلي الأعلى.. فلم أتحرك حركة إلا
ضبطتها بحركاته.. وقد أنالني الله بفضله من لذة ذلك ما لا تعدله أي لذة.
قلت: ألا
تحدثك نفسك بالهبوط؟
قال: لقد
جاهدتها بأسياف الرياضة حتى لم تعد تستحلي إلا الصعود.
[1]
انظر فصلا خاصا بعبادة رسول الله a في رسالة (النبي الإنسان) من هذه السلسلة.