قلت: عجبا.. هل بقيت كل تلك الفترة منفيا.. ولم تأت الطائرة إلا بعد أن انتهت رحلتك؟
قال: لا تعجب.. فإن الذي يصرف الأمور هو الله.. والله لطيف خبير.
قلت: ولكن ما كنت تأكل في ذلك الخلاء الذي لا يمتلئ إلا بالطين؟
قال: من انشغل بعالم الروح أشبع الله جسده من حيث يحتسب، ومن حيث لا يحتسب.
قلت: فما فعل أخوك بعد أن رآك؟
قال: لقد قال لي أول ما قابلني: هل قابلته؟.. فأجبته: أجل.. وما كان لي أن لا أقابله.
قلت متعجبا: من يقصد أخوك بقوله هذا؟
قال: هو يقصد صاحبك (معلم السلام).
قلت: و هل يعرفه؟
قال: وكيف لا يعرفه؟.. أنسيت أن أخي هو توأمي، وأني لا يمكن أن أرى شيئا ثم لا يراه، أو أسمع شيئا ثم لا يسمعه؟
قلت: فلم لم يسمع له كما سمعت له أنت؟
قال: ذلك سر من الأسرار لا يمكن أن أبوح لك به الآن.. فحسبك ما ذكرته لك.. وحسبك ما أذكره لك.