قلت:
عرفت أسرار العداوة والصداقة.. فحدثني عن أسرار السنن.. وعلاقتها بأسرار الحياة.
قال:
بعد أن كشف الله لي بفضله ومنته أسرار العداوة والصداقة.. رحت أبحث عن أسرار السنن..
فقد عرفت أنه لا يمكن أن أصادق الحياة والكون، ولا يمكن أن أنسجم في النظام الذي
نظم الله به الكائنات ما لم أعرف القوانين التي بنى الله عليها الكون والحياة؛
فأراعيها وأحفظها وأسير على مقتضاها.. فمن لم يراع السنن صدمته من حيث يحتسب.. أو
من حيث لا يحتسب.
وقد
رزقني الله ـ أثناء ذلك البحث ـ لقيا كثير من العارفين والصالحين والعلماء
المحققين الذين كشفوا لي من أسرار السنن الإلهية ما ملأني تعظيما لله.. ولقوانين
الله.
وقد
رأيت أن الكثير من تلك التفاصيل التي تعلمتها على أيديهم يمكنها أن تجتمع في نوعين
من السنن: سنن التغيير، وسنن التمكين.
لن أقص
عليك هنا كل ما رأيته وسمعته؛ فذلك يستدعي أسفارا ضخمة لا يفي هذا المجلس بها..
ولكني بدل ذلك سأقص عليك قصة رحلة من رحلاتي تعلمت منها الكثير من القوانين
المرتبطة بذينك النوعين من السنن.
1 ـ سنن
التغيير:
في رحلة
من رحلاتي.. قدر الله للطائرة التي كنت أمتطيها أن يحدث لها بعض العطب الذي جعلها
تتوقف اضطراريا في بعض المطارات المهجورة في بلدة نائية ممتلئة بالآلام، كان
الاستعمار والاستعباد والاستذلال وكل أنواع القهر والظلم