قال:
بأربعة سنن: الإخلاص، والتضحية، والورع، والزهد.
أ ـ سنة التضحية:
قلت: فما سنة التضحية، وما علاقتها بسنن
التمكين؟
قال: ألم يخبر الله تعالى عن تمكين الله
لإبراهيم عليه السلام، وجعله إماما؟
قلت: بلى.. وقد قال في ذلك: ﴿وَإِذِ
ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ [البقرة: 124]
قال:
فقد اعتبر الله تعالى البلاء الذي مر به، ونجاحه فيه السر في تمكين الله له وجعله
إماما.
قلت: أجل.. وما علاقة ذلك بالتضحية؟
قال:
لأن كل أنواع البلاء التي اختبر بها إبراهيم عليه السلام مرتبطة بالتضحية.. ألم
يقدم نفسه للنار فداء لكلمته، ولم يتزحزح، ولم يبدل، ولم يغير؟
قلت:
بلى.. لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا
آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا
وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ
الْأَخْسَرِينَ﴾ [الأنبياء: 68 - 70]
قال:
ألم يكلفه الله بأن يترك أهله في تلك الصحراء القاحلة، ويسلم أمره وأمرهم لله
تعالى من دون أن يجادل في ذلك، ففعل، ولم يجادل، ولم يعترض، بل سلم تسليما؟
قلت:
بلى.. وقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ
ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا
لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [إبراهيم: 37]
قال:
ألم يكلفه الله بأن يذبح ابنه بعد أن بلغ من العمر عتيا؟