قال: أنا لا أتنكر لهذه الأيادي.. ولكن من الخطأ أن
نكره الناس على الدخول للدين بالخبز.. ألستم ترمون محمدا a بأنه نشر الإسلام
بالسيف؟.. فلا تنشروا المسيحية بالخبز.. اعطوا الخبز للجائع.. أما الدين فاتركوه
وما يمليه عليه عقله وقلبه وروحه.
قلت: لا بأس.. لن نتحدث عن هذا الآن.. سمعت أنك تبشر
بالإله الواحد.. وتخبر أنه الإله الذي جاء المسيح وجميع الأنبياء بالدعوة إليه.
قال: نعم.. وقد كان محمد a هو المصحح لكل تلك
الأوهام التي لحقت المسيح، وأساءت إلى الله.
قلت: فأنت تتصور أن كتبنا تحوي صفات الإله الذي جاء
به محمد.. لا الأقانيم التي نؤمن بها.
قال: أجل.. وأستطيع أن أبين لك ذلك إن كنت صادقا..
وأنا واثق تماما من أنك إذا عرفت الحقيقة سوف تسلم لي.
قلت: وإذا عرفت الحقيقة أنت.
قال: لا مناص لي من التسليم إليك.. فالحق أحق أن
يتبع.
جلست مجلس التلميذ بين يديه.. ولكني مع ذلك لم أتخل
عن عنفوان السلطة التي كنت أملكها أو كان يملكها منصبي.. فلذلك جلست أنصت إلى
حديثه، ولا أقاطعه.. لقد كنت أتمتع بحديثه، ولو أني لم أملك الجرأة لأن أظهر له
تلك المتعة.. لقد كنت أبدو قاسيا أمامه، ولكن قلبي كان يود لو يحتضنه ليمتص بعض
رحيق الأشعة المحمدية التي امتصها قلبه.
قال: ألستم تلخصون أصول أصول العقيدة في المسيح في
الأمانة الكبيرة؟
قلت: أجل.
قال: ألا تقولون فيها: (نؤمن بالله الواحد الأب ضابط
الكل مالك كل شئ مانع مايرى وما