اسمحوا لي أن أعرفكم بنفسي قبل أن
أقص عليكم قصة انتقالي من التثليث إلى التوحيد.. ومن المسيحية المحرفة إلى
المسيحية المصححة .. ومن الرؤية المشتتة للوجود والكون إلى الرؤية الواضحة
العقلانية الفطرية.
أنا رجل من رجال الكنيسة المقربين جدا من البابا،
وكان يكلفني بكل المهمات السرية الخطيرة التي لا يريد أن يسمع بها غيري وغيره..
ولذلك فإن هذا الحديث الذي سأذكره لكم لا يعرفه غيري، لأني بعدما حصل لي ما حصل لم
أعد إلى الكنيسة، ولا إلى البابا، بل انزويت في مكان بعيد، واخترت لي اسما جديدا،
ورحت أصحح علاقتي مع الله، وأبدأ حياتي الجديدة معه.
لذلك لن أذكر لكم اسمي القديم، حتى لا أسيء للكنيسة
التي وثقت بي، ولا إلى البابا الذي ائتمنني على السر الذي لم يرغب أن يعرف به
سواي.. ولن أذكر لكم كذلك اسمي الجديد، لأني لا أحب أن أنشغل في هذه الأيام
الباقية من عمري في استقبال الزوار والحديث إليهم.
قصتي تبدأ من رسالة وردتني من الحبر الأعظم تأمرني بأن
أذهب إلى كنيسة من كنائسنا الكبرى في غانا، حيث وردنا خبر بأن القسيس الأكبر الذي
كان معتمدا لدينا فيها تحول إلى إلى الإسلام، وأنه لم يكتف بذلك، بل راح يبشر
بصفات الإله الذي يؤمن به في الكنيسة التي تمرد عليها.
وقد وردتنا الأخبار بأن كثيرا من رعيتنا هناك
اتبعوه، وراحوا مثله يبشرون بالإله الواحد، بدل إلهنا ذي الأقانيم الثلاث.
هرعت لأمر الحبر الأعظم، وفي روحي أشواق لست أدري
سببها..
ولكني مع ذلك كنت تام الثقة في ديني وفي معتقداتي،
فمع كونها لم تكن ترضي المنهج العقلي الذي أتبناه إلا أني كونت موقنا، أو تشكلت
لدي قناعة عقلية كبرى من أن مثل هذه القضايا لا تعرف بالعقل المجرد.. فلذلك كنت
تام الثقة في أن معتقدات المسلمين لن ترضي عقلي الذي