ومثل ذلك داود :( هو يدعوني: أنت أبي
وإلهي وصخرة خلاصي، وأنا أيضاً أجعله بكراً، فوق ملوك الأرض علياً )(المزمور
89/26-27)
وابن الله العلي، ذكر مثلها لغير المسيح:
فقد ذكرت لسائر بني إسرائيل :( وبنو العلي
كلكم)(مزمور: 82/6)
وذكرت في تلاميذ المسيح، فهم أيضاً بنو العلي :(
أحبوا أعداءكم…فيكون أجركم عظيماً
وعبارة (الابن الوحيد) في الكتاب المقدس لا تعني
بالضرورة الانفراد والوحدانية الحقيقية، بل قد يقصد بها الحظوة الخاصة والمنزلة
الرفيعة، فقد ورد في سفر التكوين :( يا إبراهيم! فقال: هاأنذا. فقال: خذ ابنك
وحيدك الذي تحبه، اسـحق، واذهب إلى أرض المـريا) (تكوين: 22/1ـ2 )، فأطلق الكتاب
المقدس على اسحق لقب الابن الوحيد لإبراهيم، هذا مع أنه، طبقا لنص التوراة نفسها،
كان إسماعيل قد وُلِد لإبراهيم، قبل إسحق، كما جاء في سفر التكوين :( فولدت هاجر
لأبرام ابنا ودعا أبرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر إسماعيل. كان أبرام ابن ست
وثمانين لما ولدت هاجر إسماعيل لأبرام) (تكوين: 16 / 15 ـ 16 )، ثم تذكر التوراة
أنه لما بلغ إبراهيم مائة سنة بشر بولادة إسحـق (التكوين: 17: 15 إلى 20 )، وبناء
عليه لم يكن اسحق ابناً وحيداً لإبراهيم بالمعنى الحقيقي للكلمة، مما يؤكد أن
تعبير (الابن الوحيد) لا يعني بالضرورة ـ في لغة الكتاب المقدس ـ معنى الانفراد
حقيقة، بل هو تعبير مجازي يفيد أهمية هذا الابن، وأنه يحظى بعطف خاص ومحبة فائقة
وعناية متميزة من أبيه، بخلاف سائر الأبناء.
التفت إلي، وقال: فأنت ترى من خلال هذا أنه لا
خصوصية للمسيح.. لا في لفظ البنوة، ولا في الصفات المرتبطة بها.
قلت: نحن نستدل على ذلك بأدلة أخرى.
قال: لا.. دعنا مع هذا الدليل.. ولنتكلم عن كل دليل
على حدة.. وإلا وقعنا في الدور.. ألسنا نبحث عن الحق؟