نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 101
وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضُرّ[1].
ونص الحديث واضح في الدلالة على أنّ النبي a أرشد الأعمى إلى التوسّل به في دعائه الذي علّمه إيّاه: ففي
قوله: (بنبيّك) متعلّق بفعلين: أسألك بنبيّك.. وأتوجّه إليك بنبيّك.. والمسؤول به
وما يتوجّه به إلى الله هو نفس النبي الأطهر a، لا دعاؤه ـ كما يذكر ابن تيمية ـ وإلاّ كان عليه أن يقول: اللهم
إنّي أسألك وأتوجّه إليك بدعاء نبيّك.. وفي قوله: (محمد نبي الرحمة) دلالة على أنّ
المسؤول به نفس النبي a لا دعاؤه.. وفي قوله (يا
محمد إنّي أتوجه بك إلى ربي) دليل على أن الأعمى بحكم هذا الدعاء اتّخذ منزلة
النبي a وجاهه وسيلة لاستجابة دعائه.. وبذلك يتّضح أنّ رسول
الله a بشخصه ونفسه الكريمة، هو محور الدعاء كلّه، وليس فيه
أي دليل على التوسّل بدعائه a أصلاً..
وقد أقر ابن تيمية بصحة هذا الحديث، فقال في كتابه
[التوسل والوسيلة] ـ الذي يستند إليه التكفيريون كثيرا ـ يعد طرقه، ويحكم له
بالصحة من خلالها: (قال البيهقي: ورواه أحمد بن شبيب بن سعيد، عن أبيه، بطوله.
ورواه أيضا هشام الدستوائي عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل، عن عمه عثمان بن حنيف..
قلت: وقد رواه ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة، من طريقين، وشبيب هذا صدوق
روى له البخاري.. وقد روى الطبراني هذا الحديث في المعجم ـ ثم ذكر الحديث بطوله
بإسناد آخر ثم قال ـ قال الطبراني: روى هذا الحديث شعبة، عن أبي جعفر - واسمه عمير
بن يزيد - وهو ثقة، تفرد به عثمان بن عمير عن شعبة، قال أبو عبد الله المقدسي:
والحديث صحيح.. قلت: والطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه، ولم تبلغه رواية
[1]
رواه أحمد في المسند (4 / 138)، والترمذي (تحفة 10 / 132، 133)، والنسائي في عمل
اليوم والليلة (ص 417)، وابن ماجة في السنن (1 / 441) والبخاري في التاريخ الكبير (6
/ 210). والطبراني في المعجم الكبير (9 /19)، وفي الدعاء أيضاً (2 / 1289) والحاكم
في المستدرك (1 / 313، 519) وصححه وسلمه الذهبي والبيهقي في دلائل النبوة (6 / 166)،
وفي الدعوات الكبير.
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 101