responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106

والرسل أكمل حالة منه بلا ‌
فذلك كانوا بالحياة أحق من ‌
وبأن عقد نكاحه لم ينفسخ ‌
ولأجل هذا لم يحل لغـيره ‌
أفليس في هذا دليل أنـــــــــه

شك وهذا ظاهر التبيان
شهدائنا بالعقل والبرهان
فنساؤه في عصمة وصيان
منهن واحدة مدى الأزمان
حــي لمن كانت له أذنـــــان

بالإضافة إلى هذا، فقد ورد في الروايات الكثيرة ـ التي يقر بصحتها ابن تيمية وغيره من أصحاب الرؤية التكفيرية ـ أن النبي a قد صلى إماماً بالأنبياء عليهم السلام في الإسراء، وهذا متواتر، وكانوا قد ماتوا جميعاً، وراجعه موسى عليه السلام في الصلوات ورأى غيره في السماوات، فمن كان هذا حاله فكيف يقال بالتفريق بين حياته وموته؟

وبذلك فإن العلة التي وضعها التكفيريون ابتداء من ابن تيمية للنهي عن التوسل والاستغاثة، وهي موت المتوسل بهم، منتفية بهذه الأحاديث، ذلك أن المتوسلين يشعرون أنهم يخاطبون أحياء يسمعونهم، ويجيبونهم، مثلما يتعاملون مع الأحياء تماما.

فكما أنه لا يكفر من يقصد طبيبا، ويطلب منه أن يعالجه، فكذلك لا ينبغي أن يكفر من يقصد رسول الله a أو يقصد بعض الصالحين، وهو يشعر بحياتهم، ويطلب منهم أي طلب كتلك الطلبات التي كان يطلبها الصحابة من رسول الله a من شؤون دنياهم ودينهم، فيقضيها لهم، وقد ورد الكثير منها بصيغة الاستغاثة كما سنرى.

وقد استعمل التكفيريون كل التأويلات لصرف هذا النوع من الحديث عن معناه، ومن ذلك قول بعضهم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وهو قوله a: : (مررت على موسى وهو قائم يصلي في قبره)[1]: (اعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم


[1] مسلم (4/1845)، وأحمد (3 /120) والبغوي في شرح السنة (13 / 351) وغيرهم.

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست