نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 112
ويدل لهذا أيضا ما رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله
a: (والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن
عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا، فليكسرن الصليب ويقتلن الخنزير وليصلحن ذات
البين وليذهبن الشحناء وليعرضن المال فلا يقبله أحد، ثم لئن قام على قبري فقال يا
محمد لأجبته)، وقد رواه الحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم
يخرجاه بهذه السياقة، وسلمه الذهبي [1].
ومع ذلك كله راح أصحاب الرؤية التكفيرية يجادلون فيه
كعادتهم، فيذكرون أنه ضعيف بسبب غريب جدا، وهو أن هذا الحديث يعارض حديثا ثابتا في
الصحيح، وهو ما روي أن رسول الله a قال: (ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات
الشمال، فأقول: يا ربِّ أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال
العبد الصالح: Pوَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌO [المائدة: 117])[2]
فذكروا أنه لو كانت الأعمال تعرض عليه a لعرف ما صنعوا بعده، مع
أنهم ينكرون على كل من استعمل عقله في التعامل مع الأحاديث.. بينما هم يجيزون
لأنفسهم ما شاءت لهم من صنوف التأويلات البعيدة.
وقد أجاب العلماء الذين يقبلونهم على هذا الإشكال،
فقد قال ابن حجر في [فتح الباري] في كيفية الجمع بين الحديثين ناقلا ذلك عن أربع
من أكابر حفاظ الأمة وهم: النووي وابن التين والقرطبي والقاضي عياض وهو خامسهم حيث
قال: (هؤلاء الذين يذادون عن الحوض هم المنافقون والذين ارتدوا عن الإسلام، فهؤلاء
لا تعرض أعمالهم عليه في الدنيا لخروجهم من أمته حقيقة، وان كانوا في الصورة يصلون
ويتوضأون فيحشرون بالغرة