نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169
وأصحبنى في سفرى السلامة ويسر رجوعى إلى أهلي ووطنى
سالما يا أرحم الراحمين. وليتصدق على جيران رسول اللَّه a بما قدر عليه، وليتتبع المساجد التي بين المدينة ومكة فيصلى
فيها، وهي عشرون موضعا)[1]
وللأسف،
فإن أكثر هذه المزارات التي ذكرها الغزالي لم يعد لها وجود بسبب الجرائم التي
ارتكبها الوهابيون في حقها، بل إن هذا النص وحده كفيل بتكفير الغزالي عند
الوهابية، لأنهم يحكمون على كل من يعتقد بركة موضع معين، بكونه قبوريا ومشركا.
ومنهم
الشيخ تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصني الشافعي (752 ـ 829 هـ)، والذي
كان شديداً في نقد ابن تيمية، بل ألف في ذلك كتبا، استعرض فيها مواقفه المختلفة،
وخصوصا من تحريمه وتبديعه لزيارة المزارات الدينية، ومن ذلك قوله في بعض كتبه عنه:
(الحمد لله مستحق الحمد زيارة قبر سيد الأولين والآخرين محمد a وكرّم ومجّد من أفضل المساعي، وأنجح القرب إلى رب
العالمين، وهي سُنة من سنن المسلمين، ومجمع عليها عند الموحدين ولا يطعن فيها إلا
من في قلبه خبث ومرض المنافقين، وهو من أفراخ السامرة واليهود وأعداء الدين من
المشركين، ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شدّ الرحال إليه على ممر
الأزمان من جميع الأقطار والبلدان سواء في ذلك الزرافات والوحدان، والعلماء
والمشايخ والكهول والشبان، حتى ظهر في آخر الزمان، في السنين الخداعة مبتدع من
حـران لبّـس على أتباع الدجال ومن شابههم من شين الأفهام والأذهان، وزخرف لهم من
القول غروراً كما صنع إمامه الشيطان فصدهم بتمويهه عن سبل أهل الإيمان، وأغواهم عن
الصراط السوي إلى بُنيات الطريق ومدرجة الشيطان فهم بتزويقه في ظلمة الخطأ والإفك
يعمهون، وعلى منوال بدعته يهرعون، صُمّ بُكم عُميّ فهم لا يعقلون)[2]