responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19

ولذلك كان قوله a: (يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجذع في عينيه) [1] صادقا في أولئك الذين يعتبرون أنفسهم حماة للتوحيد، بينما هم غارقون في التجسيم والشرك إلى أذقانهم.

ولذلك لا ينطبق عليهم إلا تلك النصوص التي يحذر فيها رسول الله a أمته من ظهور أمثال هؤلاء المكفرين، والذين يعمدون إلى نصوص وردت في المشركين ليطبقوها على المؤمنين، ومنها ما رواه حذيفة بن اليمان، عن رسول الله a أنه قال: (إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رؤيت بهجته عليه، وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك)، قال حذيفة: قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أو الرامي؟، قال: (بل الرامي)[2]

وهكذا قال رسول a مبينا عظم خطرهم على الدين: (رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة إلا بأحسن ما يقدر عليه)[3]، وفي رواية: (كفوا عن أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب فمن أكفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب)

فقد وضع رسول الله a ضابطا واحدا لإدخال المؤمن في الدين، وحماية عرضه من التكفير، وهو قول لا إله إلا الله، أو هو التوجه للقبلة في الصلاة، وهي محل اتفاق بين المسلمين جميعا.

ولو أن هؤلاء الذين يدعون الانتساب للسلف، وفهم السلف، عادوا إليهم، لوجدوا


[1] رواه ابن المبارك (ص 70، رقم 212)، والبخارى فى الأدب المفرد (1/207)، وابن حبان (13/73، رقم 5761)

[2] رواه بن حبان في صحيحه: 1/ 282. ورواه البخاري في التاريخ الكبير (2907)، والبزار (2793)، قال ابن كثير: إِسْنَادٌ جَيِّدٌ، وحسنه الألباني في الصحيحة (3201)

[3] رواه ابن أبي الدنيا وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس، انظر: تخريج أحاديث الإحياء، المغني عن حمل الأسفار (ص: 1007)

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست