نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 232
أدوار كثيرة ترتبط بالتربية والإصلاح، بل لعلها هي
المقصودة بالدرجة الأولى، ولذلك ربط القرآن الكريم الحج بالتقوى؛ فقال: Pالْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ
الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا
مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِO [البقرة: 197]
ولعل ذلك يكمن بالإضافة إلى بركات المكان وقدسيته إلى
اجتماع الكثير من الناس، ومن صالحيهم وعلمائهم في محل واحد، بحيث يرى الزائر إلى
الأماكن التي يعتقد قدسيتها ما لم يكن يراه في بلده، ولعله يعود بطباع جديدة،
وأحوال نفسية جديدة لم يكن ليظفر بها لولا رحلته إلى تلك الأماكن.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن للتهيئة النفسية دورها في
تحقيق البعد التربوي والإصلاحي؛ فالزائر الذي يعتقد قدسية الآثار التي يزورها يجد
نفسه يحاول الالتزام قدر الإمكان ليعطي ذلك المكان حقه من الاحترام، كما أشار إلى
ذلك قوله تعالى: Pذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ
فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ O [الحج: 32]،
وقوله: Pوَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ
إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَO [الحج: 34]
بناء على هذا سنحاول في هذا المبحث بيان بعض الأدوار
التربوية والإصلاحية للمزارات الدينية، وذلك من خلال المطالب التالية:
1ـ الآثار ودورها في الاعتبار بمهالك المنحرفين:
كما يرتبط التاريخ الديني بالأنبياء والأئمة
والصالحين والمتقين؛ فإنه يرتبط كذلك بالعتاة والمستبدين والمجرمين، ولذلك فإن
الآثار التي تنبه إلى حسنات الصالحين، هي نفسها الآثار التي تدل على جرائم
المستبدين، والآثار التي تغرس قيم الصلاح، وتحبب فيها، هي نفسها الآثار التي تزيل
قيم الانحراف، وتنفر منها.
ولهذا يرد في القرآن الكريم الدعوة للسير في الأرض،
والاعتبار بما حصل للمستبدين
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 232