وقال ابن كثير: (وثمود قوم صالح كانوا يسكنون الحجر
قريباً من وادي القرى، وكانت العرب تعرف مساكنهما جيداً، وتمر عليها كثيراً)[2]
فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر قال: (لما مر
النبي a بالحجر قال: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم:
أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين)، ثم قنع رأسه، وأسرع السير، حتى جاز
الوادي)[3]
بل ورد ما هو أكبر من ذلك؛ فعن نافع أن عبد الله بن
عمر أخبره: أن الناس نزلوا مع رسول الله a أرض ثمود الحجر
فاستقوا من بئرها واعتجنوا به فأمرهم رسول الله a أن يهريقوا ما استقوا من بئرها وأن يعلفوا الإبل العجين
وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة)[4]
فهذا الحديث يشير إلى بعد تربوي مهم، وهو النفور من
آثار المفسدين، وعدم الإعجاب بها، أو الانفعال الإيجابي معها، لأن ذلك قد يحبب
الزائر فيها وفي أهلها المجرمين، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى موبخا: Pوَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَO [إبراهيم: 45]
[1]
معجم البلدان، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، دار
صادر، بيروت، الطبعة: الثانية، 1995 م، 2/221.
[2]
تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم
الدمشقي، المحقق: سامي بن محمد سلامة، الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة:
الثانية 1420هـ - 1999 م، 6/278.
[3]
الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله
وسننه وأيامه، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، المحقق:
محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى، 6 / 270، والمسند
الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله a، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المحقق: محمد فؤاد
عبد الباقي،دار إحياء التراث العربي –
بيروت، رقم (2980)