وقد نظم ما قاله من شعر أبو الطيب أحمد بن عبدالعزيز
بن محمد المقدسي يقول فيها[2]:
أقول والدمع من عينيّ منسجمُ
لمّا رأيت جدار القبرِ يُستَلمُ
والناسُ يغشونه باكٍ ومنقطعٌ
من المهابة أو داعٍ فملتزمُ
فما تمالكت أن ناديتُ من حَرَقٍ
في الصدر كادت له الأحشاء تضطرمُ
(يا خير من دُفنت في القاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكمُ
نفسي الفداء لقبرٍ أنت ساكنه
فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ)
وفيه شمس التقىٰ والدين قد غربت
من بعد ما أشرقت من نورها الظُلُم
حاشا لوجهك أن يبلىٰ وقد هُدِيَتْ
في الشرق والغرب من أنواره الأممُ
وأن تمسّك أيدي الترب لامسةً
وأنت بين السماوات العلىٰ
علمُ
إلىٰ
قوله:
لئن رأيناه قبراً إنّ باطنه
لروضة من رياض الخلد تبتسمُ
طافه به من نواحيه ملائكةٌ
تغشاه في كل يوم ما يوم تزدحمُ
لو كنت أبصرته حياً لقلت له
لا تمشي إلّا علىٰ خدي لك
القدمُ
الآية الثالثة:
[1]
أخرج هذه الرواية ابن الجوزي في (مثير العزم الساكن إلىٰ أشرف الأماكن) وابن
عساكر في (تاريخ دمشق) والقسطلاني بأسانيدهم، انظر: شفاء السقام: 62 - 63، مختصر
تاريخ دمشق 2: 408، والمواهب اللدنية 4: 583.