نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92
بمنعه، وهذا من الأدلة التي يضعونها في غير مواضعها
! فإن استغاثة الرّجل بموسى عليه الصلاة والسلام فيما كان موسى يقدر عليه في حال
حياته عليه الصلاة والسلام)[1]
وهذا من الاستدلالات العجيبة، ذلك أن اعتقاد كون الضر
والنفع لغير الله تعالى شرك سواء تحقق ذلك في حياة المستغاث به أو موته، بالإضافة
إلى النصوص المقدسة الكثيرة التي تخبر عن صلة الموتى بالأحياء، كما قال تعالى عن
الشهداء: P وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ
بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ
يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَO [آل عمران: 169، 170]
وقد ورد في الحديث عن ابن عباس قال: بينما رسول الله a جالس وأسماء بنت عميس
قريبة منه إذ رد السلام، ثم قال: (يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل
وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم السلام، وقد أخبرني أنه لقي المشركين
يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله a بثلاث أو أربع، فقال: لقيت المشركين فأصبت في جسدي من
مقاديمي ثلاثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم
أخذت بيدي اليسرى فقطعت، فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل
أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت)، فقالت أسماء: (هينئاً لجعفر ما
رزقه الله من الخير، ولكن أخاف أن لا يصدق الناس فاصعد المنبر أخبر به)، فصعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (يا أيها الناس إن جعفرا مع جبريل وميكائيل،
له جناحان عوضه الله من يديه سلم علي، ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين)،
فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله a أن جعفر لقيهم، فلذلك سمي الطيار في الجنة)[2]
بل إن ابن القيم نفسه ـ وهو تلميذ ابن تيمية، والذي
يعتمده أصحاب الرؤية التكفيرية
[1]
الجواب المفصّل عن شبهات في التوسل، الشيخ عبدالرحمن السحيم، مكتبة شبكة مشكاة
الإسلامية، ص7.
[2]
رواه الحاكم (3/ 209 - 210 و212) ورواه الطبراني في الأوسط مختصراً -كما في مجمع الزوائد
(9/ 272)
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92