نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
إن أصاب الناس موتٌ شديدٌ، يكون
البيت فيه بالعبد، (يعني: القبر) ـ كيف تصنع؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (اصبر)،
قال: (يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضاً حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء
كيف تصنع؟)، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (اقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك)، قال:
فإن لم أترك؟ قال: (فأت من أنت منهم فكن فيهم)، قال: فآخذ سلاحي؟ قال: (إذاً
تشاركهم فيما هم فيه، ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف، فألق طرف ردائك على وجهك
حتى يبوء بإثمه وإثمك)[1]
وقد قال ابن حجر
مشيرا إلى هذه الوقعة عند ترجمته لمسرف بن عقبة ـ وهو صحابي ظالم من قواد يزيد بن
معاوية ـ: (وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة وأسرف في قتل الكبير والصغير
حتى سموه مسرفا وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون، ثم
رفع القتل وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية)[2]
وقال ابن كثير – الذي يثق فيه السلفية كما يثقون في ابن حجر-: (وإنما
يسميه السلف: مسرف بن عقبة، فلما ورد المدينة استباحها ثلاثة أيام، فقتل في غضون
هذه الأيام بشرا كثيرا حتى كاد لا يفلت أحد من أهلها، وزعم بعض علماء السلف أنه
قتل في غضون ذلك ألف بكر والله أعلم)[3]
ونقل عن عبد
الله بن وهب عن الإمام مالك قوله: (قتل يوم الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن،
حسبت أنه قال: وكان فيهم ثلاثة من أصحاب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وذلك