نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
يا محمد أنت
رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا
إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل،
ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا، لم يفتحه على أحد قبلي، ثم
يقال: يا محمد ارفع رأسك سل تعطه، واشفع تشفع فأرفع رأسي، فأقول: أمتي يا رب، أمتي
يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن
من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي
بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، كما بين مكة وحمير، أو كما بين مكة
وبصرى)[1]
ونحن لا ننكر كل
ما في هذا الحديث من تفاصيل، فقد يكون في بعضه بعض الصدق، وقد رأينا في الفصل
الأول أن أبا هريرة يضيف من كيسه لما ورد في الحديث، ليزيده بعض الحلاوة والطلاوة،
وبعض التفاصيل التي يحن لها المجتمعون إليه.
ومن التفاصيل
التي ذكرها، والتي لا نرى مناسبة لها، هي ما ذكره من أن الأنبياء عليهم السلام
يبررون عدم دعوتهم باهتمامهم بأنفسهم، وذلك غير صحيح، فالأنبياء ممتلئون رحمة
بالخلق، مثلهم مثل رسول الله a.. ولذلك أن يستحيل أن
يكون ذلك هو السبب.
ومثل ذلك
ادعاؤهم أن لهم أخطاء تحول بينهم وبين الدعاء، وذلك غير صحيح أيضا، فلا يكون النبي
نبيا حتى يكون عارفا بالله، والعارف بالله يعلم أن رحمة الله أو سع من أن تضيق
بخاطئ.
أما ما نراه في
هذا في حال صحته، فهو أن الأنبياء عليهم السلام في ذلك المحل