نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120
ما ورد في
النصوص المقدسة عن رحمة الله في الآخرة، ففيه: (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله)
فهل يمكن أن
تكون رحمة الله التي وسعت كل شيء قد زالت في ذلك الحين، وحل بدلها الغضب.. أم أن
رحمة الله تعالى موجودة في كل حين، كما أن غضبه موجود في كل حين.. ولكن الاختلاف
بحسب القابل والمحل.. أما الله فأعظم من أن تغيره الأحوال، أو تجري عليه الأحداث؟
مع أن رسول الله
a نفسه ذكر في الحديث أن رحمة الله تعالى في الآخرة،
وبحسب القابل لها، تكون أعظم ظهورا من رحمته في الدنيا، لضيق وعاء الدنيا، كما ورد
في الحديث: (إن الله خلق مائة رحمة، رحمة منها قسمها بين الخلائق وتسعة وتسعين إلى
يوم القيامة)[1]
ولم تكتف أحاديث
أبي هريرة بهذا، بل إنها راحت تتبع الأنبياء الذين ورد الثناء عليهم في القرآن
الكريم لترميهم بالعظائم التي لا تتناسب مع حرمتهم، ومع كونهم منارات الهداية التي
جعلها الله لعباده في كل زمان ومكان.
بل إن رسول الله
a نفسه كان يذكرهم، ويحيي هديهم العظيم، كما ورد في
الحديث: (رحم الله موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر)[2]
وروي أنه في فتح
مكة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب، فقال: ماذا تقولون؟ فقال سهيل بن
عمرو: خيرًا ونحن نظن خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، وقد قدرت، فقال رسول الله a: (أقول كما قال أخي يوسف ﴿لَا تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾
[1] رواه
الطبرانى (11/374، رقم 12047). قال الهيثمى (10/214): رواه الطبرانى والبزار،
وإسناده حسن.
[2] رواه أحمد
(1/380، رقم 3608)، والبخارى (3/1148، رقم 2981)، ومسلم (2/739، رقم 1062)
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 120