وهكذا تصبح
الأخبار والروايات والقصص والأساطير هي الموجه للطبري في تحديد موقفه.. لا نص
الآية الكريم الواضح تماما.
أبو هريرة.. وموسى عليه السلام:
من خلال تأمل
الروايات الواردة عن أبي هريرة حول موسى عليه السلام، نجد الكثير من التشويه
والتحريف، الذي حاول السلفية، ومن شايعهم أن يبرره قدر الإمكان، ولكن كل تلك
التبريرات لم تكن تزيد طين التشويه إلا بلا.. حتى أن الصورة العظيمة التي رسمها
القرآن الكريم عن هذا النبي العظيم، نراها وهي تتحول عن مسارها تماما بكل حديث من
تلك الأحاديث، بل بكل مشهد من تلك المشاهد.
فمن تلك
الأحاديث التي تبين حرص موسى عليه السلام على الدنيا، وعلى إضافة المزيد من السنين
لعمره، وأنه بذلك لا يحب لقاء الله.. بل تصور معه بطشه وشدته وعنفه حتى مع ملائكة
الله هذا الحديث الذي يدافع عنه السلفية دفاعا شديدا، لا لما تحمله من قيم ومعان،
وإنما لأن مخرجها البخاري ومسلم، وراويها أبو هريرة.
وتلك الرواية هي
ما عبر عنه أبو هريرة بقوله ـ مرفوعا إلى رسول الله a
ـ: (أرسل ملك الموت إلى موسى، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه، فقال:
أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله إليه عينه، فقال: ارجع إليه، فقل له: يضع
يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده من شعرة سنة، قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم
الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال رسول الله
a: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند
الكثيب الأحمر)[2]