نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
ذلك ابن حجر
رحمه الله في كتابته على هذا الحديث في الباب الذي ذكرته في السؤال، قال رحمه
الله: (فمحصل الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون ومائة، والجمع بينها أن
الستين كن حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما
التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق التسعين، فمن قال: تسعون، ألغى الكسر، ومن قال:
مائة، جبره، ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر)[1])[2]
وهكذا استطاع
العقل السلفي أن يحل مشكلة العدد بكل سهولة.. لكن المسألة الأخرى التي عرضت لهم،
والتي وردهم السؤال بشأنها أخطر، وصاحبها ربما يكون قد استعمل عقله، فقد قال لهم
سائلا: (.. ولا ريب في صحة هذا الحديث باعتبار الرواة والإسناد، ولكن مفهوم الحديث
خلاف للعقل والشعور صريحا، ومفهومه يعلن ويجهر أن النبي a ما قال هكذا كما نقل الراوي، بل ذكر النبي a من
أباطيل وخرافات اليهود مثالا، وفهم الراوي أن النبي a
قاله بيانا واقعيا؛ لأن كل إنسان إن حاسب في نفسه فوضح عليه أن فرض عدد الأزواج
ستون 60، إن باشرهن سليمان u في ساعة 6 أزواج باشرهن كل الليل بغير توقف
متواليا عشر ساعة، فهل هذا ممكن عقلا؟)[3]
لكن اللجنة
الدائمة للفتوى بما لديها من عقول سلفية جبارة استطاعت أن تحل هذه المشكلة أيضا،
وبكل سهولة، فقد قالوا جوابا للسائل: (دعوى مخالفة هذا الحديث للعقل الصريح دعوى
باطلة؛ لبنائها على قياس الناس بعضهم على بعض في الصحة، وقوة البدن، والقدرة على
الجماع، وسرعة الإنزال وبطئه، وهو قياس فاسد لشهادة الواقع بتفاوتهم فيما ذكر وفي
غيره وخاصة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالنسبة لغيرهم، فقد