نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 218
وهذا الحديث
بالإضافة إلى ما فيه من تجسيم، حيث ذكر أن الله تعالى خص ركاب البحر الشامي بأن
يحملهم في يده.. وبالإضافة إلى ما فيه من نواح علمية جغرافية نتركها للمختصين في
علوم البحار.. فإن فيه نواح عقدية لا تتناسب مع ما ورد في النصوص المقدسة القطعية
من طاعة كل شيء لله، وائتماره بأوامره.
فلا البحر ولا
الريح ولا أي شيء آخر يملك من أمر نفسه شيئا، بل هو مسير بيد الله يحركه كيف يشاء،
كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ
رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ
فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ
نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (لأعراف:57)
وبمثل ذلك جاء
تعبير (فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ) بدل تعبير (فشربتم) في قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا
الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ
وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ (الحجر:22)
وبمثل ذلك جاء
تعبير (فَأَحْيَيْنَا) بدل (حيت) في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ الَّذِي
أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ
فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾
(فاطر:9)
وهكذا قال a حاكيا
عن ربه تعالى: (قال الله تعالى ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها
كافرين يقولون الكوكب وبالكوكب)[1]
وهذا الحديث
يصطدم تماما مع حديث أبي هريرة الذي يصور أن البحر هو الذي اختار السلوك الذي يقوم
به مع من يركب عليه..
ومن تلك
الأحاديث الجغرافية التي رواها أبو هريرة هذا الحديث الذي رفعه إلى