responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 222

انتشار مثل هذه التعاليم على النواحي الصحية أولا.. وخطورته على تشويه الإسلام، وتصويره كدين يشجع على الأوساخ والقاذورات، بل ينصح بالتداوي بها.

وللأسف فإن هؤلاء الذين قبلوا هذا الحديث ودافعوا عنه هم الذين قبلوا حديث التداوي بأبوال الإبل، بل حولوا منها أدوية يبيعونها للناس من غير أن تمر على المحال الطبية المحترمة لترى مدى جدوى ذلك.

وقد ذكر الشيخ محمد الغزالي بأسف تلك الشدة التي قابل بها السلفيون دعاة التنوير بسبب إنكارهم للحديث، بل تكفيرهم لمنكره، فقال: (لا نريد أن ننتقل إلى مباحث فقهية مفصلة، وإنما نريد أن نقول: هب أن رجلاً قال: لا أستطيع قبول رواية (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء)، أيكون من الكافرين؟ كلا!! فلم يقل أحد أن أركان الإسلام تضم الإيمان بالله واليوم الآخر وغمس الذباب في الشراب إذا سقط فيه.. وحديث الآحاد ليس مصدر عقيدة شرعية أو حكم قاطع، بيد أني من باب استكمال البحث العلمي فقط أسأل: هل الحديث مردود؟ إن بعض علماء الحشرات قرر أن هذه الحشرة تفرز الشىء والشىء المضاد له، فإن استقر هذا الرأى الفني فالحديث صحيح، وإن ثبت قطعاً أن الذباب مؤذ فى جميع الأحوال التى تعرض له ومن بينها الحالة المروية في الحديث رددته دون غضاضة، وليس بقادح هذا في ديني ولا يقيني، وقد روى البخاري أحاديث صحيحة السند لكن أئمة الفقه عملوا بغيرها لأدلة أقوى عندهم منها)[1]

ومن أوائل المتنورين الذي ردوا على الحديث محمد توفيق صدقي في بعض محاضراته العلمية التي نشرتها مجلة المنار، والتي هدفت من خلالها إلى التوعية الصحية


[1] محمد الغزالي (قذائف الحق) ص 102-103.

نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست