نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 29
وكانوا خير
القرون. ولم يكن كذلك علي، فإن كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه
ويقاتلونه، وأبو بكر وعمر قد أبغضهما وسبهما الرافضة والنصيرية والغالية
والإسماعيلية. لكن معلوم أن الذين أحبوا ذينك أفضل وأكثر، وأن الذين أبغضوهما أبعد
عن الإسلام وأقل، بخلاف علي، فإن الذين أبغضوه وقاتلوه هم خير من الذين أبغضوا أبا
بكر وعمر، بل شيعة عثمان الذين يحبونه ويبغضون عليا، وإن كانوا مبتدعين ظالمين،
فشيعة علي الذين يحبونه ويبغضون عثمان أنقص منهم علما ودينا، وأكثر جهلا وظلما.
فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم)[1]
2 ـ حرصه على الدنيا:
وهذا على خلاف
الصورة التي كان عليها الصحابة السابقون الكبار الذين وصفهم الله تعالى بكونهم
باعوا أنفسهم لله، فلا يريدون غيره، كما قال تعالى:﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23]
لكن أبا هريرة
لم يكن ينظر إلى الدين بهذه الصفة، بل كان ينظر إلى ما حققه بسببه من مكاسب
دنيوية، ويقارن بين حالته المادية قبل التدين وبعده، ولعل هذا هو الذي جعله يختار
صحبة معاوية والفئة الباغية معه على صحبة علي ومن معه من السابقين من الصحابة، فقد
كان ينظر إلى الدين باعتباره فرصة لتحقيق المكاسب، لا كونه محلا للبلاء والتضحيات،
كما قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا
يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾
[آل عمران: 142]
وقد عبر عن ذلك
بصراحة في روايات كثيرة صحيحة، منها قوله وهو على منبر