responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35

رسول الله a، فقد روي أن عمر ولاه على المدائن، وكتب له عهدا قال فيه لأهل المدائن: (اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم)، فخرج على حمار موكف، تحته زاده، فلما قدم المدائن، استقبله أعاظم الدهاقين (التجار) وبيده رغيف، وعرق من لحم. ولما قرأ عليهم عهده، قالوا: سل ما شئت، قال: طعاما آكله، وعلف حماري هذا - ما دمت فيكم - من تبن. فأقام ما شاء الله، ثم كتب إليه عمر: (أقدم)، فلما بلغه قدومه، كمن له على الطريق - وكانت هذه عادته - فلما رآه على الحال التى خرج عليها، أتاة فالتزمه وقال: أنت أخى وأنا أخوك[1].

وكلنا نعرف ما ذكروه عن سلمان الفارسى الذي دخل عليه قوم - وهو أمير على المدائن - وهو يعمل الخوص، فقيل له: لم تعمل هذا وأنت أمير يجرى عليك رزق؟ فقال: (إنى أحب أن آكل من عمل يدى)، وكان يشترى خوصا بدرهم فيعمله ويبيعه بثلاثة دراهم ينفق درهما ويتصدق بدرهمين، وروي أنه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار أيام كان بها مع النبي a وكان عطاؤه خمسة آلاف، يتصدق به، ويأكل من عمل يده[2].

هذه هي نماذج التربوية في أسمى قممها، وهي النماذج التي لا يهتم لها السلفية، ولا يراعونها، ولا ينشرون قصصها، لأنها تشوه كل أولئك الذين تعلقوا بهم من أصحاب الفئة الباغية، الذين خرجوا لأجل الدنيا، وشوهوا الدين وحرفوه لأجل الدنيا، غير مراعين لوصيته a بالحذر من الدنيا وفتنها، كما قال a: (ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبْسَطَ عليكم الدنيا كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا


[1] سير أعلام النبلاء: 2/260.

[2] الاستيعاب: 2/572.

نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست