responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 38

وقال ابن كثير: (وهذا الوعاء الذي كان لا يتظاهر به هو الفتن والملاحم، وما وقع بين الناس من الحروب والقتال، وما سيقع مع معرفة أبي هريرة لها، التي لو أخبر بها قبل كونها لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه، وردوا ما أخبر به من الحق، كما قال: لو أخبرتكم أنكم تقتلون إمامكم، وتقتتلون فيما بينكم بالسيوف لما صدقتموني) [1]

بل إن الذهبي استنبط من هذا حكما شرعيا، ودليله فعل الصحابي الذي هو نجم من النجوم التي يمكن أن تعوض الاستنان بسنة رسول الله a فقال في تأويل الحديث: (هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول، أو الفروع، أو المدح والذم، أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه، فإنه من البينات والهدى) [2]

هذا ما ذكره بعضهم، أما بعضهم الآخر، فراح يورد موقفا هشا ضعيفا من مواقفه ليبينوا أنه استطاع أن يقف في وجه السلطة التي خدمها بكل ما يقدر عليه، وهو موقفه من دفن الإمام الحسن في بيت عائشة، فقد ذكر ابن كثير في [البداية والنهاية] عن الوليد بن رباح، قال: سمعت أبا هريرة يقول لمروان: والله ما أنت وال، وإن الوالي لغيرك فدعه - يعني حين أرادوا أن يدفنوا الحسن مع رسول الله a - ولكنك تدخل فيما لا يعنيك، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك، يعني معاوية) [3]

وهم لا ينظرون إلى السبب الحقيقي الذي جعل أبا هريرة يقف هذا الموقف، مع أنه واضح لا يحتاج كثير تأمل، ذلك أن الخلاف ـ كما ذكرنا سابقا ـ كان شديدا بينه وبين عائشة زوج النبي a، وعندما رآها معارضة لدفن الإمام الحسن أمام قبر جده راح


[1] البداية والنهاية، (4/ 590)

[2] سير أعلام النبلاء، (2/ 597)

[3] البداية والنهاية، (4/ 593)

نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست