نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58
(توفي عام 70
هـ)، ومع ذلك لم يرووا عنه سوى حديث واحد فقط، رغم أنه بدري، ومولى للنبي a، والمولى أقرب من غيره[1]..
ومع ذلك لم يرووا عنه إلا حديثا واحدا فقط.. وسبب ذلك بسيط، وهو أن صالحا كان قد قاتل
مع الإمام علي بصفين، وهو مولى للنبي a نفسه، وكل ذلك ساهم في (إماتة حديثه وسيرته،
كل تلامذة أبي هريرة بقوا بعد أبي هريرة في المدينة ثلاثة عشر عاماً، وقد انقطع
حديث أبي هريرة بموته، فلماذا لم يبحثوا عن صحابة كشقران؟)[2]
ومما يدل على
كون الرضا السياسي هو السبب في كثرة أحاديث أبي هريرة هو كون أكثر الروايات
الواردة عن أبي هريرة رواها أبو سلمة بن عبد الرحمن، وكان مقربا للفئة الباغية، بل
كان يعمل شرطياً وقاضياً لمعاوية ومروان.
ومن العجيب أن
أبا سلمة بن عبد الرحمن روى من حديث أبي هريرة أكثر من سعيد بن المسيب على الرغم
من كونه كان صهرا لأبي هريرة، وزوجا لابنته، ومع أنه أقدم صحبة لأبي هريرة منه، وماتا
في سنة واحدة (94هـ)
وسبب ذلك بسيط،
وهو سعيد بن المسيب لم يكن مقربا من الفئة الباغية، بل (كان يدعو على بني مروان في
سجوده، ويتهم معاوية بأنه (أول من رد قضاء رسول الله a،
ويصرح بذمه، كل هذا بأسانيد صحيحة)
وعلى خلاف سعيد
بن المسيب نرى الزهري يشتهر أكثر من غيره من تلامذة أبي
[1] ومن دلائل قربه من رسول الله a ما رواه التّرمذيّ، عن شقران، قال: أنا واللَّه طرحت القطيفة تحت
رسول اللَّه a في القبر. ورواه ابن السّكن من
طريق ابن إسحاق عن الزّهري عن علي بن الحسين، قال: نزل في قبر رسول الله a العبّاس، والفضل، وشقران، وأوس بن خولي، وكان
شقران قد أخذ قطيفة كان النبيّ a يلبسها
فدفنها في قبره.
[2] علم الحديث - أمانة أهل الحديث... في الميزان، للشيخ حسن بن فرحان
المالكي.
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58