نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 67
غير دليل، وهي
أن الصحابة كلهم عدول، ومحصنون من الأحكام التي تجري على غيرهم، وهي قاعة مناقضة
للعقل، وللقرآن الكريم، وللسنة المطهرة، ولكل شيء.
وسنرى هنا نماذج
وأمثلة وأدلة على تدليسه وخلطه، ودور ذلك في تشويه عقائد الدين وقيمه.
أ ـ التدليس:
يتفق كل علماء
الحديث المحققين على أن أول من سن سنة التدليس في الحديث أبو هريرة، كما قال
الذهبي تعليقا على قول شعبة: (كان أبو هريرة يدلس): (قلت [أي الذهبي]: تدليس
الصحابة كثير، ولا عيب فيه، فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم والصحابة كلهم عدول)[1]
لكن المشكلة
التي لا يستقيم معها قول الذهبي ولا غيره من المبررين لتدليس الصحابة هو أن أبا
هريرة لا يروي فقط أقوالا، بل يضيف إليها مواقف حصلت له، مع أنها لم تحصل..
فهو يصدر معظم
رواياته بقوله: قال رسول الله k أو سمعت، أو حدثني دون أن يكون سمع من النبي k أو
تحدث معه.. بل إنه فوق ذلك روى مشاهد كثيرة لم يحضرها، كحديثه عن فتح خيبر، وحديث
دخوله على رقية زوجة عثمان، التي توفيت في الثانية من الهجرة، رغم أنه أسلم بعد
فتح خيبر سنة سبع من الهجرة.. وأنه أفتى بفطر من أصبح جنبا في رمضان قبل الغسل،
ولما بلغه عن عائشة وأم سلمة خلاف ذلك، قال: إنه لم يسمعه من النبي k وإنما
أخبره به الفضل بن عباس.
لكن المحدثين
وجدوا مع ذلك كله مبررات تنفي هذا الغموض، وتستر هذه الثغرة