نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
يتلقفها منه
ويقبلها.
ومن أمثلة تلك
التناقضات ما ذكره من كونه من أهل الصفة وليس له مأوى في نفس الوقت الذي يذكر أن
له بيتا وأما:
أما الحديث
الأول، فيقول فيه: (كنت من أهل الصفة فظللت صائما فأمسيت وأنا أشتكى بطني، فانطلقت
لأقضى حاجتى، فجئت وقد أكل الطعام..) [1]إلى
آخر الحديث الذي سبق ذكره، والعلماء كلهم متفقون على أنه من أهل الصفة، وأنه لم
يكن له بيت، بل كان يبيت في المسجد.
أما الحديث
الثاني، فيذكر فيه أن له بيتا وأما، وأنه كان يأوي إليهما، ففي الحديث الذي سبق
ذكره قال: (كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما، فأسمعتني في رسول
الله a ما
أكره، فأتيت رسول الله aوأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو
أمي إلى الإسلام فتأبى، فدعوتها فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي
هريرة. فقال رسول الله a: (اللهم اهد أم أبي
هريرة)، فخرجت مستبشرا بدعوة النبي a،
فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشفة قدمي فقالت: مكانك يا أبا
هريرة، وسمعت خضخضة الماء، فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب ثم
قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال:
فرجعت إلى رسول الله a فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا
رسول الله، أبشر، قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله وقال خيرا.
قال: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم
إلينا. قال: فقال رسول الله a: (اللهم حبب عبيدك هذا
- يعنى أبا