responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 130

الله على من تاب)([135])

وإنما يعينك على هذا ـ أيها المريد الصادق ـ أن تقنع من الدنيا بما يكفيك، ولا تتجاوزه إلى ما يطغيك، كما ورد في الحديث قوله a: (طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به)([136])، وهذا لا يضاد الغنى كما قد يتوهمه المتوهمون، وإنما يضاد الترف.. فصاحب المال الذي يستثمره فيما ينفع الخلق مجرد وكيل فيه، ولذلك لا يتصرف فيه كمالك، وإنما كصاحب مسؤولية يحاسب نفسه على كل دقيق وجليل تجاهها.

وقد قال بعض الصالحين مشيرا إلى هذا: (أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، لهم فضول أموال ينظرون إليها وننظر معهم إليها وعليهم حسابها ونحن منه براء)

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أن الغنى الحقيقي هو غنى النفس، وليس غنى العرض والمتاع، فذلك غنى قارون، ولذلك قال a: (ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس)([137])

وقال: (كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قانعا تكن أشكر الناس، وأحبّ للناس ما


[135] أحمد ج 5 ص 219 وابن ماجه رقم 4235.

[136] الترمذي ج 9 ص 211 وقال: حسن صحيح.

[137] البخاري ج 8 ص 118.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست