نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175
ولهذا نرى دعاء المؤمنين في القرآن الكريم مرتبطا بالهداية،
كما في قوله تعالى في سورة الفاتحة: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، وحكى لنا دعاء إبراهيم وإسماعيل
عليهما السلام، فقال: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ
ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا
إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 128]، وقال: ﴿رَبِّ
اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ
مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [البقرة: 126]
وقد كان رسول الله a يقول في
دعائه: (اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم
إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها) ([206])
وكان يقول: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا
أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت) ([207])
ومن تلك الأدعية العظيمة المرتبطة بهذا ما ورد في الحديث من
قوله a لبعض أصحابه: (والذي نفسي بيده للشرك
أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره ؟ قل: اللهم
إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم) ([208])
وفي حديث آخر عن رسول الله a أنه خطب
ذات يوم، فقال: (أيها الناس اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل)، فقيل له:
وكيف نتقيه، وهو أخفى من دبيب النمل يا