نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
إن هذا التحذير ـ أيها المريد
الصادق ـ يشبه تحذير الطبيب مريضه من الغفلة عن استعمال أدويته، وفي أوقاتها
المحددة، ذلك أن المشكلة ليست في عدم توفر الدواء، وإنما في الغفلة عن استعماله.
ولهذا، فإن على من عرف خطر
الغفلة، وآثارها على حياته جميعا، أن يتخيل نفسه كل حين، وكأنه في سوق كثر لصوصه،
أو في مفازة كثر سباعها.. فهو حذر كل حين على حقيقته التي يمكن أن تسلب منه في أي
لحظة.
فلصوص الروح ـ أيها المريد الصادق
ـ أخطر من لصوص المال، والسباع التي تنهش حقيقة الإنسان أخطر من السباع التي تنهش
جسده..
فلذلك احذر من أولئك الذين
يملؤونك بالرجاء الكاذب، أو يطمئنونك وأنت في هذه الفيافي الممتلئة بالمخاطر..
إنهم لا يختلفون أبدا عن أولئك اللصوص الذين يخدعونك بالكلام المعسول، والأماني
الكاذبة قبل أن يقوموا بسرقتك.
وهكذا يفعل الشيطان وأولياؤه
عندما يشعرونك بالأمان، قبل أن تقوم بالتحصينات اللازمة لمملكتك التي تهددها
شياطين الإنس والجن كل حين.
إن مثلهم مثل من يأمرك بالسير إلى
بلاد مملوءة بأنواع الوباء والفيروسات والجراثيم، ثم يدعوك إلى التوكل على الله،
والاكتفاء بالثقة به، عن أن تحصن نفسك بأنواع التلقيحات.
وهكذا الأمر بالنسبة للغفلة، فإن
أكبر أسبابها ذلك الوهن والكسل الناتج عن الثقة الزائدة، والأمل الكاذب.. لكن إن
توفر ما يضادها من الخوف المقترن بالرجاء، فإن مفعول مخدر الغفلة سيزول لا
محالة.ولهذا دعا الله تعالى رسوله a إلى استعمال أسلوب الإنذار لا التبشر مع من تعتريهم الغفلة، لتحول
بينهم وبين اليقظة، والجد في السير، قال تعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ
الْحَسْرَةِ إِذْ
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20