نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 260
لكل منها معناه الخاص، وعن ذلك
المعنى الخاص([340])..
فقد ورد الخلاف في ذلك جميعا.. لكنهم لم يختلفوا في المعاني، وهي المرادة المقصودة؛
فضع كل اهتمامك فيها، واجعل كل همتك لها.
ولتفهم المعاني المرتبطة بهما،
ومن خلالهما يمكنك أن تعرف معناهما، أو معنى كل واحد منهما، فاقرأ قوله تعالى: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ
السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ﴾
[البقرة: 13]، فهذه الآية الكريمة تشير إلى المنابع التي ينبع منها الاستهزاء
والسخرية والتهكم والتحقير وغيرها من المثالب.. ذلك أنها عقبت بقوله تعالى: ﴿
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى
شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾
[البقرة: 14]
فالآيتان الكريمتان تشيران إلى أن
ذلك التحقير والاستهزاء، وما ينتج عنهما من سخرية وهجاء وتهكم وغيرها، تنبع من
اعتقادهم بأن الإسلام دين السفهاء، لا دين العقلاء.. وبذلك كان لرؤيتهم أثرها في
نفوسهم وسلوكهم ومواقفهم.
ولتفهم ذلك ـ أيها المريد الصادق
ـ تخيل أنك أمام مهرج يضحك الناس، فأنت تنظر إلى تصرفاته باعتبارها تصرفات هزلية
لا تؤخذ مأخذ الجد، ولذلك لا تعطيها أي قيمة، بل تكتفي بالضحك عليها، وتسلية النفس
بها.
[340]
الخلاف في السّخرية والاستهزاء والفرق بينهما، مثل الخلاف في الإسلام والإيمان
والفرق بينهما، ولذلك ذهب الكثير إلى أن السخرية والاستهزاء معناهما واحد [انظر
مثلا: الصحاح للجوهري(1/ 83) حيث فسر الاستهزاء بالسخرية، وغذاء الألباب للسفاريني
1/ 131] وعلى ذلك فسّر كثيرون: السّخرية بالاستهزاء [انظر مثلا، تفسير ابن كثير 4/
4 حيث فسر يستسخرون ب« يستهزئون»]، لكن هناك من وجود فرق بينهما، ويتمثّل في أنّ
الهزء: هو إظهار الجدّ وإخفاء الهزل فيه [التوقيف على مهمات التعاريف ص 343]، أمّا
السّخرية فإنّها تكون بالفعل أو بالإشارة، وذكروا أن هناك فرقا بينهما من جهتين:
الأولى السّخرية تكون بالفعل وبالقول، والهزء لا يكون إلّا بالقول، الثّانية: أنّ
السّخرية يسبقها عمل من أجله يسخر بصاحبه، أما الاستهزاء فلا يسبقه ذلك [انظر الفروق
لأبي هلال العسكري ص 249]
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 260