responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 273

بأن يحترم جميع خلق الله، ويؤلف قلوبهم، ويتعامل معهم بما يقتضيه التواضع والعبودية.

وتخصيص رسول الله a المسلم بذلك مرتبط بخطابه للمجتمع المسلم، وكأنه يقول لهم: كيف تجيزون لأنفسكم احتقار من لا يشاركهم في الإنسانية فقط، وإنما يشارككم في الإسلام أيضا؟

ولهذا عندما أرسل رسول الله a رسائله إلى الملوك والأمراء غير المسلمين خاطبهم بكل لطف، وقد قال في رسالته إلى ملك الروم،: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، و﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64] ([4]) (1)

انظر كيف خاطب رسول الله a ملك الروم، وبذلك الأدب واللطف، وقد سماه عظيم الروم، ولم يسمه كلبهم، كما فعل أولئك المحرفون المبدلون الذين راحوا يستحلون أعراض غيرهم، بحجة كونهم غير مسلمين.

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ بعد هذا أن تحاكي أحدا من خلق الله تسخر منه بذلك، وقد روي أنه a قال لعائشة عندما وصفت إحدى النساء بالقصر: (يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته)، وقالت: وحكيت له إنساناً ـ أي قلدته في حركته أو صوته أو نحو ذلك ـ فقال: (ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا) ([357])

هذه وصيتي إليك ـ أيها المريد الصادق ـ فاحفظها، وتأدب بآداب العبودية، فهي


[357] أبو داود والترمذي.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست