responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 310

أحد من الناس اطلاع الله عليك، وعلمه بك، وأن المكر لا يحيق إلا بأهله، وأن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

والآيات القرآنية التي تدل على ذلك كثيرة، فاقرأها بعين التنزيه لا بعين التشبيه، فالله تعالى لا يصف نفسه فيها، وإنما يهدد أولئك العتاة الغلاظ الذين لا تنفعهم إلا التهديدات، ولا يجدي فيهم إلا اللغة المتناسبة مع نفوسهم الأمارة.

ومن تلك الآيات المهددة للماكرين قوله تعالى: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ ﴾ [إبراهيم:46]

فهذه الآية الكريمة تشير إلى أن مكرهم العظيم، والذي تكاد تزول الجبال من شدته، وعظم الأحقاد التي تحركه إلا أنه لن يصل إلى غرضه، وكيف يصل إلى غرضه، والله يحول بينه وبينه، كما قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32]، وعقب عليها بوعده العظيم بنصرة الدين وإظهاره على كل الأديان، فقال: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]

وهكذا يتوعد الله تعالى كل الماكرين بأن مكرهم لن ينفعهم، وسيرتد عليهم، وستتحول كل مؤامراتهم إلى عكس ما كانوا يقصدون، قال تعالى: ﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ القَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل:26]، وقال: ﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر:43]

وقد أخبر الله تعالى عن النماذج الكثيرة لذلك الكيد والمكر الذي قام به أعداء الرسل

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست