نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 319
يصعب الاطّلاع على سرّه، إذ هو قد يبدي
خلاف ما يخفي، وليس كالحيوانات الّتي يمكن الاطّلاع على طبائعها)
([482])
وروي أن بعض أصحاب رسول الله a كان إذا قام إلى السلعة
يبيعها بصَّر عيوبها ثم خيره، وقال: (إن شئت فخذ وإن شئت فاترك)، فقيل له: (إنك
إذا فعلت مثل هذا لم ينفذ لك بيع)، فقال: (إنا بايعنا رسول الله a على النصح لكل مسلم)
([483])
وروي عن آخر، وهو واثلة بن الأسقع أنه
كان واقفاً؛ فباع رجل ناقة له بثلثمائة درهم فغفل واثلة وقد ذهب الرجل بالناقة؛
فسعى وراءه وجعل يصيح به: يا هذا اشتريتها للحم أو للظهر؟ فقال: بل للظهر، فقال:
إن بخفها نقبا قد رأيته وإنها لا تتابع السير، فعاد فردها فنقصها البائع مائة
درهم، وقال لواثلة: رحمك الله أفسدت علي بيعي، فقال: إنا بايعنا رسول الله a على النصح لكل مسلم، وقال:
سمعت رسول الله a يقول: (لا يحل لأحد يبيع بيعاً إلا أن يبين آفته، ولا يحل لمن
يعلم ذلك إلا تبيينه) ([484])
وروي عن بعض الصالحين أنه كان
بالبصرة وله غلام بالسوس يجهز إليه السكر، فكتب إليه غلامه: إن قصب السكر قد أصابته
آفة في هذه السنة، فاشتر السكر، فاشترى سكراً كثيراً، فلما جاء وقته ربح فيه
ثلاثين ألفاً، فانصرف إلى منزله فأفكر ليلته وقال: ربحت ثلاثين ألفاً وخسرت نصح
رجل من المسلمين، فلما أصبح غدا إلى بائع السكر فدفع إليه ثلاثين ألفاً، وقال:
بارك الله لك فيها، فقال: ومن أين صارت لي؟ فقال: إني كتمتك حقيقة الحال وكان
السكر قد غلا في ذلك الوقت، فقال: رحمك الله قد أعلمتني الآن وقد طيبتها