responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 353

الله الذي يربي به خلقه، فإياك أن تدعه، وتتبع المشاغبين والمتلاعبين.. فلأن تجد من يخوفك حتى تلقى الأمان، خير من أن تجد من يؤمنك حتى تلقى المخافة.

العلاج السلوكي:

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وامتلأت به نفسك، فاسع لأن تبحث عند الفقهاء عن الموارد التي يتحقق بها الظلم لتجتنبها.

ولا تحدثك نفسك أنها قليلة محدودة، بل إنها من الكثرة بحيث تشمل الشريعة جميعا، ذلك أن أي تعد لها ظلم؛ فالشريعة هي نمط الحياة الذي اختاره الله لعباده رعاية لمصالحهم؛ فإذا ما خالفوه أو تدخلوا فيه بأهوائهم ظلموا أنفسهم، قال تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة: 229]

ولهذا اعتبر التحاكم لغيرها في أي شأن من شؤون الحياة الخاصة أو العامة ظلم، قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45]

وأخبر عن الظلم الذي يقع فيه أولئك الذين يعبدون الله على حرف؛ فيختارون من الشريعة ما يتناسب مع أهوائهم، ويتركون غيرها، فقال: ﴿ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [النور: 48 - 50]

وفي المقابل أخبر عن المؤمنين الذين يقبلون الشريعة، ويطبقونها في جميع مجالات الحياة، بل لا يقدمون على عمل قبل أن يعلموا حكم الله فيه، فقال: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 51، 52]

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست