responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360

اکل الحرام

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن سر ذلك الحجاب الذي وقع فيه الرجل الذي ذكره a، وأنه (يمدّ يديه إلى السّماء. يا ربّ! يا ربّ! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك؟)([562])، وهل لذلك علاقة بالدعاء وتحقيق الحاجات فقط، أم أن له علاقة بأبواب السير إلى الله والمعرفة به، والتحقق بما فتح الله لأوليائه والعارفين به.

وهذا سؤال وجيه، والجواب عليه ركن من أركان السير إلى الله؛ فالمطعم الحرام والمشرب الحرام والمسكن الحرام والملبس الحرام.. وغيرها من حاجات الإنسان عوائق وحجب تحول بينه وبين ربه.. لا بينه وبين تحقق حاجاته بالدعاء فقط، وإنما بينه وبين السير إليه، أو تنزل الفتوح والبركات على قلبه، وفي حياته وأمواله وأهله وكل شؤونه.

وقد أشار رسول الله a إلى ذلك، فقال: (من اشترى ثوبا بعشرة دراهم في ثمنه درهم حرام، لم يقبل الله له صلاة ما كان عليه)([563])، فعدم قبول الصلاة لا يعني فقط ارتفاع وزر تركها، أو عدم نيل أجرها، وإنما يعني فوق ذلك بركتها التي هي الفتح الإلهي، وتنوير القلب بالإيمان، والنفس بالطمأنينة والطيبة.

ومثل ذلك أخبر a عن تأثير الأكل الحرام في الحج، فقال: (إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك وزادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج الرجل

 


[562] مسلم(1015)

[563] أحمد: 2/98.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست