نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 372
قبلكم)([599])
ومن أكل أموال الناس بالباطل التّناجش([600]).. ذلك الذي ورد في قوله a (إيّاكم والظّنّ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث، ولا
تجسّسوا ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد اللّه
إخوانا)([601])
وقال a: (لا يتلقّى الرّكبان لبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا
تناجشوا، ولا بيع حاضر لباد([602])، ولا تصرّوا الإبل والغنم([603])،
فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النّظرين بعد أن يحلبها، فإن رضيها أمسكها، وإن
سخطها ردّها وصاعا من تمر)([604])
ومن أكل أموال الناس بالباطل الميسر([605]).. ذلك الذي ورد النهي المشدد عنه
في قوله
[599] رواه الترمذي والحاكم، وقال: هذا حديث
صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الترمذي: روي بإسناد صحيح عن ابن عباس موقوفا.
[600] له صور
عديدة ذكرها العلماء، منها أن يشترك النّاجش والبائع للسّلعة في خداع المشتري بأن
يتواطأ كلاهما على ذلك.. ومنها أن يقع الإغراء بدون علم البائع بأن يتطوّع النّاجش
من تلقاء نفسه برفع ثمن السّلعة.. ومنها انفراد البائع بعمليّة الإغراء بأن يزعم
أنّه اشترى بأكثر ممّا اشتراها به، وربّما حلف على ذلك ليغرّ المشتري، وقد يقع ذلك
منه بأن يخبر بأنّه أعطي في السّلعة ما لم يعط.. ومنها أن يأتي شخص إلى وليّ أمر
فتاة وقد حضر من يخطبها فيذكر مهرا أعلى ليغرّ الخاطب بذلك، أو يذمّها.. ومنها أن
يمدح شخص سلعة ما كي تباع، أو يذمّها كي لا تنفق على صاحبها، وذلك كما في
الإعلانات المغرضة الّتي لا تتّفق مع الواقع.
[602] أي لا يكون الحاضر (ساكن الحضر)
للبادي (ساكن البادية) سمسارا، أي يتقاضى أجرة منه ليبيع له بضاعته، ويجوز ذلك إذا
كان البيع بدون أجرة. من باب النصيحة.
[603] لا تصروا الإبل والغنم: من التصرية
وهي الجمع، والمعنى: لا تجمعوا اللبن في ضرعها عند إرادة بيعها حتى يعظم ضرعها
فيظن المشتري أن كثرة لبنها عادة لها.
[605] الميسر: هو القمار بأيّ نوع كان، مثل
النّرد والشّطرنج أو الفصوص، أو الكعاب، أو البيض، أو الجوز، أو الحصى، أو ما شابه
ذلك، وهو من أكل أموال النّاس بالباطل (الكبائر للذهبى: 88)
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 372