responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 377

الوهن و الکسل

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن الوهن والكسل.. وسر كونهما مثلبا من المثالب الحائلة بين النفس وكمالها وطيبتها وطمأنينتها، وعن الدوافع التي تدفع إليهما، وكيفية التخلص منهما، وقاية وعلاجا.

وهذه أسئلة وجيهة؛ فلا يمكن للنفس أن ترتقي مراقي الكمال، وهي تتصف بما ذكرت من صفات، ذلك أنها حجب كبرى حائلة بينها وبين سلوك طريق الله؛ فهو طريق يحتاج نفسا صاحبة عزيمة وقوة؛ ولا يمكن لمن لم يكن كذلك أن يسير فيه، ولهذا قرن الله تعالى هدايته بالمجاهدة في سبيله، فقال: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت:69)

ووصف المؤمنين الصادقين أصحاب الهمم العالية الذين يخلص الله بهم المستضعفين من المستكبرين بأنهم أولو بأس شديد، فقال: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ﴾ [الإسراء: 5]

ونهى المؤمنين من الوهن، وكل ما يؤدي إليه، فقال: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 104]

وأخبر أن الألم والكآبة والحزن في طريق الكسل، لا في طريق الجد والعمل، ذلك أن الجاد يعمل، وهو يأمل في فضل الله، وفي عظم الأجور التي ينالها بخلاف الكسول، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]، ثم عقب عليها بقوله:﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران:

 

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست