نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 467
(المؤمن يغار والله يغار ومن غيرة
الله أن يأتي المؤمن شيئا حرم الله)([803])
وأخبر a عن نفسه وهو الأسوة الحسنة، والإنسان الكامل وخير أنموذج عن
الرجولة الكاملة عندما قال له سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف
غير مصفح، فبلغ ذلك النبي a فقال:(أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني) ([804])
ولكن هذه الغيرة – مع هذا - لا ينبغي أن تشتط فتخرج
إلى الحرام، بل يجب أن تنضبط كما تنضبط جميع سلوكات المسلم بالضوابط الشرعية، وقد
جمع a تلك الضوابط في قوله a:(إن من الغيرة ما يحب الله عز وجل، ومنها ما يبغض الله، ومن
الخيلاء ما يحب الله عز وجل ومنها ما يبغض الله عز وجل، فأما الغيرة التي يحب الله
فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة، والاختيال
الذي يحب الله عز وجل اختيال الرجل بنفسه عند القتال وعند الصدقة، والاختيال الذي
يبغض الله عز وجل الخيلاء في الباطل)([805])
ولم تكتف الشريعة بكل ذلك، بل
وضعت التشريعات المتشددة التي تحفظ أبناء المجتمع من الوقوع ضحايا الفواحش.. ومن
ذلك الأمر بالحجاب، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ
لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59]
وقال ناهيا عن كل خضوع قد يطمع
القلوب المريضة: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ