وقد ذكر الله تعالى المصير الذي
صارت إليه تينك الجنتان، فقال: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ
كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ
يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ
يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ الله وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ﴾ [الكهف: 42، 43]
وعند تأملك ـ أيها المريد الصادق
ـ في مقالة الصاحب المؤمن، تجد الحقائق التي يمكنك أن تستند إليها في علاج العجب
الكاذب، وأولها أن تعلم أن كل شيء من الله، وأنه عارية عندك، ليختبرك به، وأنه كما
أعطاك يمكن أن يمنعك، وكما من عليك به يمكن أن يحرمك منه.
ولذلك تنظر إلى ذلك الفضل الإلهي
نظر التواضع، حتى تنجج في اختبارك، وحتى لا يكون وسيلة لأن يُسلب منك.
وقد ذكر الإمام الصادق ـ بيانا
لما ورد في القرآن الكريم ـ المعارف الكبرى التي تحفظ قلبك من العجب، فقال: (العجب
كل العجب ممن يعجب بعمله وهو لا يدري بما يختم له، فمن أعجب بنفسه وفعله فقد ضل عن
نهج الرشاد، وادعى ما ليس له، والمدعي من غير حق كاذب، وإن خفي دعواه وطال دهره
فإنه أولى ما يفعل بالمعجب نزع ما أعجب به،
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49