نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 526
بالإيمان،
فيقول:﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ
هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾ (المؤمنون:56 ـ 57)، أي هم مع إحسانهم
وإيمانهم وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من الابتلاءات التي
تعرض لهم، كما عبر عن ذلك بعضهم، فقال: (إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق
جمع إساءة وأمنًا)
قارن ـ
أيها المريد الصادق ـ بين هؤلاء الذين ذكرهم القرآن الكريم وبين أولئك الذين
يستعلون بأنسابهم وطوائفهم ويتسلطون بها، ويقاضون الخلق على أساسها، ثم لا يرضون
إلا أن يرموهم بالكفر أو البدعة أو الزندقة.
واعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ بعد هذا أن العنصرية والطائفية حظ الشيطان من الإنسان، ذلك
أن إبليس لم يتكبر على آدم، إلا بعد أن ظن نفسه وعنصره وطائفته أعز وأكرم من أن
ينحني بهامته لذلك الطين.
وقد
ورد في الحديث ما يشير إلى ذلك، فقد روي أن النبي a كان جالسا في جماعة من
أصحابه فذكروا رجلا فأكثروا من الثناء عليه، فبينما هم كذلك إذ طلع رجل عليهم
ووجهه يقطر ماء من أثر الوضوء، وقد علق نعله بين يديه وبين عينيه أثر السجود
فقالوا: يا رسول الله هو هذا الرجل الذي وصفناه، فقال a:(أرى على وجهه سفعة من
الشيطان) فجاء الرجل حتى سلم وجلس مع القوم، فقال النبي a:(نشدتك الله هل حدثت نفسك
حين أشرفت على القوم أنه ليس فيهم خير منك؟) فقال:(اللهم نعم)([900])
العلاج السلوكي:
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ وتوفرت فيك العزيمة على حماية نفسك من هذين
المثلبين الخطيرين، فلا تسم نفسك إلا باسم عبوديتك لله؛ فإذا سئلت عن قبيلتك