نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 546
لأنفقت
كنز الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها من الحجر)([931])،
فقد امتنع a من تجديد بناء الكعبة خشية فتنة من أسلم
حديثا.
وهكذا
فعل أئمة الهدى من بعده، والذين حرصوا على حفظ رسول الله a في أمته، وقد روي أنه قيل
للإمام الصادق: إن لنا إماماً مخالفاً، وهو يبغض أصحابنا كلهم؟ فقال: (ما عليك من قوله، والله لئن كنت صادقاً لأنت أحق بالمسجد منه، فكُنْ أول داخل وآخر خارج، وأحسن خلقك مع الناس، وقُلْ
خيراً)([932])
وقال
مخاطبا أحد أتباعه: (يا إسحاق، أتصلي معهم في المسجد؟) قلت: نعم،
فقال: (صلِّ معهم؛ فإن المصلي معهم في الصف الأول كالشاهر سيفه في
سبيل الله)([933])
وقال: (أوصيكم بتقوى الله عز وجل، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلّوا، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾، ثم قال: (عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلّوا
معهم في مساجدهم) ([934])
وقال: (خالقوا الناس بأخلاقهم، صلّوا في مساجدهم، وعودوا
مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذِّنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، رحم الله
جعفراً ما كان أحسن ما يؤدِّب أصحابه. وإذا
تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، فعل الله بجعفر ما كان أسوأ ما يؤدِّب أصحابه)([935])
وقد
ذكر الإمام مالك كيفية معاملة الإمام الصادق له، فقال: (والله ما رأت عيني