نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 559
وقال: (ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع
به الدرجات؟) قالوا: نعم يا رسول الله؟ قال: (تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن
ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك)([976])
وقال: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة
في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب، وإن أعجل البر
ثوابا لصلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونون فجرة فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا
تواصلوا)([978])
فاسمع ـ أيها المريد الصادق ـ لهذه النصوص المقدسة
فقد قالها من لا ينطق عن الهوى، ومن هو أحرص عليك من أبيك وأمك؛ فاجعلها نصب عينيك،
ولا تدع لنفسك الأمارة بالسوء أن تخالفها، أو تتلاعب بمعانيها.
العقوق وعلاجه:
ومثل ذلك العقوق؛ فقد ورد في النصوص المقدسة
الكثيرة ما يملء القلوب رهبة منه، فقد قرن الله تعالى عبادته وتوحيده بالبر
بالوالدين.. ولا يقرن المهم إلا بمثله([979])، قال
[979] وفي ذلك يقول ابن عباس : ثلاث آيات
نزلت مقرونة بثلاث لم تقبل منها واحدة بغير قرينتها: إحداها : قوله تعالى
:﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ (المائدة: من
الآية92)، فمن أطاع الله ولم يطع رسوله لم يقبل منه.. والثانية قوله تعالى
:﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ (البقرة: من
الآية43)، فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه.. الثالثة قوله تعالى :﴿ أَنِ
اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ (لقمان: من الآية14)، فمن شكر الله ولم يشكر
والديه لم يقبل منه.
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 559