نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 606
الغدر
و الخیانه
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ
تسألني عن
الغدر والخيانة، وسر كونهما من صفات المنافقين، والمنابع التي ينبعان منها،
والثمار التي يثمرانها، وكيفية التخلص منهما.
وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك
أن كلا المثلبين اللذين سألت عنهما، من أخطر المثالب، وأكثرهما تدميرا للفطرة،
وتنكيسا للإنسان، ذلك أنهما ينطلقان من منبع الكذب والبهتان والزور.. وهو منبع
يتعارض مع الصدق والأمانة، اللتين يتأسس عليهما الإيمان والإسلام وكل مقامات
الدين.. فالدين كله صدق وأمانة.. ومن لا صدق ولا أمانة له لا حظ له من الدين.
ولذلك سمى الله تعالى كل التكاليف
التي كلف بها خلقه [أمانة]، فقال: ﴿ إِنَّا
عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ
أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ
ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: 72]
وبذلك؛ فإن كل الدين وقيمه
الرفيعة أمانة من الله تعالى لعباده، والتقصير في تنفيذ أي جزء منه خيانة لهذه
الأمانة العظيمة..
والدين كذلك عقد بين العبد وربه،
كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، فالعقود التي يجب الوفاء بها لا
تتوقف على عقود البيع والشراء، بل تعم جميع العقود التي يعقدها العبد مع ربه، كما
عبر عن ذلك ابن عباس بقوله: (العهود ما أحل اللّه وما حرم، وما فرض وما حد في
القرآن كله، ولا تغدروا ولا تنكثوا)
ولهذا كتب رسول اللّه a كتاباً لعمرو ابن حزم، حين بعثه
إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنّة، ويأخذ صدقاتهم، فكتب له كتاباً وعهداً،
وأمره فيه بأمره، فكتب: (بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه ورسوله ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 606