responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81

[يوسف: 42]، وهو يدل على أن الشيطان يسعى إلى الإضرار بأولياء الله، من خلال اختراق أولئك الذين تربطهم بهم أي علاقة كما فعل مع صاحب يوسف عليه السلام في السجن([73])، الذي نسي أن يؤدي الرسالة البسيطة التي طلبت منه.

الإملاء والتمنية:

ومن الخطوات التي يستعملها الشيطان لإغواء الإنسان تلك الأماني الكاذبة، والآمال الطويلة اللذيذة التي يملأ بها عقولهم وقلوبهم، من غير أن يكون لها أي حقيقة، كما عبر عن ذلك قوله تعالى: ﴿ إِن الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: 25]، فالآية الكريمة تشير إلى دور الشيطان في جعلهم يتولون عن الزحف، وذلك باستخدام أمرين:

أولهما: تيسير التولي، والتهوين منه وإخراجه من كونه معصية.

والثاني: الإملاء، أي مَدّهم بالأماني والآمال التي تحسن ذلك العمل في عيونهم، بدل أن ينفروا منه، ولذلك ذكر الله تعالى بعدها عاقبة ذلك العمل، ونتيجة ذلك الأمل الذي أمدهم به الشيطان، فقال: ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ الله وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: 27، 28]

وقد ورد في الآثار ما يدل على أن الشيطان لا يمل من استعمال هذه الوسيلة إلى آخر لحظة من حياة الإنسان، طمعا في إضلاله، روي أن (إبليس لا يكون في حال أشدٌ منه على ابن آدم عند الموت، يقول لأعوانه: دونكموه، فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه)([74])


[73] اختلـف المفسـرون في عود الضمير في كلمة (فأنساه) هل هو إلى يوسف عليه السلام، باعتبار أنه لم يعلق خروجه من السجن على مشيئة الله أو إلى الصاحب الناجي، وقد اخترنا الثاني، لدلالة المقام عليه، ولتناسبه مع عصمة الأنبياء عليهم السلام.

[74] الثبات عند الممات (ص: 57)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست