نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86
وذلك لا يكون إلا بالعلم النافع، فأكثر
الناس عبودية للشيطان الجهلة الذين يكتفون بظواهر العبادات، دون الاهتمام بالعلم،
ولذلك ورد في الحديث قوله a: (ما
عُبد الله بشيء أفضل من فقه في دين، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد،
ولكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه) ([75])
وفي حديث آخر قال a: (والذي نفس محمد بيده لَعالم
واحد أشد على إبليس من ألف عابد، لأن العابد لنفسه، والعالم لغيره) ([76])
وقد ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ
الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِني
بَرِيءٌ مِنْكَ إِني أَخَافُ الله رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الحشر: 16] قصة
قد يفيدك تأملها في التعرف على قيمة العلم، ودوره في الوقاية من الشيطان، فقد رووا
عن ابن مسعود أنه قال: (كانت امرأة ترعى الغنم، وكان لها أربعة إخوة، وكانت تأوي
بالليل إلى صومعة راهب؛ فنزل الراهب ففجر بها، فحملت، فأتاه الشيطان فقال له:
اقتلها ثم ادفنها، فإنك رجل مصدق يسمع قولك. فقتلها ثم دفتها.. فأتى الشيطان
إخوتها في المنام فقال لهم: إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم، فلما أحبلها قتلها
ثم دفنها في مكان كذا وكذا. فلما أصبحوا قال رجل منهم: والله لقد رأيت البارحة
رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك؟ قالوا: لا بل قصها علينا. قال: فقصها، فقال
الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك، فقال الآخر: وأنا والله لقد رأيت ذلك. فقالوا:
فوالله ما هذا إلا لشيء. قال: فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب، فأتوه
فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال: إني أنا الذي أوقعتك في هذا، ولن ينجيك
منه غيري، فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه. قال: فسجد له، فلما