responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 135

مفتاح الربانية

بعد أن فتح لنا باب الأخلاق سرنا مدة إلى أن صادفنا باب في منتهى الجمال، بل لا يكاد البليغ مهما أوتي من قوة التعبير أن يصفه، ألوانه ليست كالألوان، وشكله ليس كالأشكال، ومادته ليست كالمواد، وكأنه قد صمم في عالم غير عالمنا، أو كأنه باب من أبواب الجنة هبط إلينا ليعرض صناعة الجنان.

لم تكن هناك لافتة معلقة عليه، ولكن حروفا كانت تموج في داخله كأمواج البحر، تردد بلا حرف ولا صوت قوله تعالى:﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ (الشرح:7 ـ 8)

سألت عن سر هذا الباب الجميل، وعن المصنع الذي صنعه، فقال: هذا الباب لم يصنع.

فتعجبت، وقلت: وهل نبت كما تنبت الأشجار؟

قال: هذا باب التخلق مع الله، وهو من أجل الأبواب وأجملها، أما الجمال الذي تراه فيه، فإنه اكتسبه من قربه من الله، ألا تعلم أن المتخلق قريب من الله؟

قلت: بلى، فقد ورد في النصوص ما يدل على ذلك، فقد قال a في السخاء، وهو من أعظم الأخلاق:(السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل)[1]


[1] رواه الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في السخاء رقم (1961) وقال: غريب.

نام کتاب : مفاتيح المدائن نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست