قال: تقسمونهم إلى طبقات مختلفة
منها العليا، ومنها الدنيا.
قلت: هذا صحيح، ولا أحسب مجتمعا من
المجتمعات خلا من هذه النظرة.
قال: ولكن المجتمع المؤمن الذي يعلم
وحدة خالقه لا ينظر هذه النظرة، ولا يتعامل مع الخلق بهذا الأسلوب، بل ينظر إلى
أفراده كنظره إلى إخوانه لا يميز فقيرهم عن غنيهم، ولا قويهم عن ضعيفهم.
قلت: فنحن نسيء في واقعنا للطبقات
الدنيا؟
قال: بل تسيئون لكل المجتمع بطبقاته
الدنيا والعليا.
قلت: كيف؟ نحن لا نسيء للطبقات
العليا ..
قال: بل إن إساءتكم لهم أعظم من
إساءتكم للضعفاء.
قلت: كيف؟
قال: أنتم تغيرون أخلاقهم، وتبدلون
طباعهم، قد يكون أحدهم محسنا، فتجرونه إلى الإساءة، وقد يكون مسيئا، فلا تصرفوه عن
إساءته، وإنما تثبتوه عليها، وتطلبوا منه أن يزيد منها.
قلت: أشعر كأني فهمت .. ولكني لم
أفهم.
قال: أنت تفهم .. ولكن لا تستطيع أن
تعبر عن فهمك .. لأنك لا تستطيع أن تستحضر أمثلة لذلك .. أو تخاف أن تستحضر أمثلة
لذلك.